
فما قام به ساويرس من عرضه لهذه الصورة، فهذه إهانة لا يقبلها الله تبارك وتعالى، حيث قال تبارك وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" فالسخرية والاستهزاء ليست من أخلاق الدين بأي حال من الأحوال .
وما قام به ساويرس الذي صور المسلم في صورة بذيئة محتقرة فلابد أن يعاقب على ذلك أشد العقاب، فالمقاطعة أحد أبسط أساليب العقاب الممكنة ولا يكتفى بها وإنما ينبغي أن يحاكم على فعلته هذه لأن لا فرق ببين رسومه ورسوم الدنمرك التي أساءت للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن من أساء للمسلم فقد أساء لرسول الله، فالمقاطعة والمحاكمة واجبة حتى لو أعتذر ساويرس لأن بماذا يفيد هذا الاعتذار بعد الإهانة ؟ فالاعتذار ليس ردعا، وإنما لابد أن يعتذر مع أن يعاقب على فعلته، وبعد ذلك من شأن المسلم العفو والسماح والعفو من شيم الكرام والتسامح خلق من أخلاق الإسلام.